بلقيس كانت اجمل الملكات في تاريخ بابل
بلقيس كانت اطول النخلات في ارض العراق
قتلوك يا بلقيس, اية امة عربية تلك
التي تغتال اصوات البلابل؟
هل تعرفون حبيبتي بلقيس؟
فهي اهم ما كتبوه في كتب الغرام
كانت مزيجا رائعا بين القطيفة والرخام
كان البنفسج بين عينيها ينام.... ولاينام
بلقيس, يا عطرا بذاكرتي, وياقبرا يسافر في الغمام
قتلوك في بيروت, مثل اي غزالة
من بعد ما قتلوا الكلام..
بلقيس, ليست هذه مرثية
لكن على العرب السلام.
بلقيس , يابلقيس , يابلقيس
كل غمامة تبكي عليك, فمن ترى يبكي عليا
بلقيس.. كيف رحلت صامتة ولم تضعي يديك على يديا
بلقيس, كيف تركتنا في الريح, نرجف مثل اوراق الشجر
وتركتنا - نحن الثلاثة- ضائعين كريشة تحت المطر
اتراك, ما فكرت بي؟
وانا الذي يحتاج حبك , مثل (زينب) او (عمر)
بلقيس, ايتها الصديقة, والرفيقة , والرقيقة
مثل زهرة اقحوان
يا من تحديت الغيوم ترفعا
من اين جئت بكل هذا العنفوان؟
بلقيس ما انت التي تتكررين ,
فما لبلقيس اثنتان..
بلقيس,تذبحني التفاصيل الصغيرة في علاقتنا
وتجلدني الدقائق والثواني
فلكل دبوس صغير قصة
ولكل عقد من عقودك قصتان
حتى ملاقط شعرك الذهبي تغمرني كعادتها بامطار الحنان
ومن المرايا تطلعين,من الخواتم تطلعين,
من الشموع, من الكؤوس, من النبيذ الارجواني..
بلقيس يا بلقيس , لو تدرين ما وجع المكان
فهناك كنت تدخنين,
هناك كنت تطالعين,
هناك كنت كنخلة تتمشطين,
وتدخلين على الضيوف كأنك السيف اليماني..
بلقيس,
ان قضاءنا العربي , ان يغتالنا عرب,
ويأكل لحمنا عرب,
ويبقر بطننا عرب,
فكيف نفر من هذا القضاء؟
فالخنجر العربي ليس يقيم فرقا
بين اعناق الرجال, وبين اعناق النساء
بلقيس, ان هم فجروك, فعندنا
كل الجنائز تبتدي في كربلاء..
وتنتهي في كربلاء..
بلقيس يا قمري الذي طمروه ما بين الحجارة
الان ترتفع الستارة
الان ترتفع الستارة
سأقول في التحقيق اني اعرف الاسماء,
والاشياء
والسجناء, والشهداء, والفقراء, والمستضعفين.
واقول اني اعرف السياف قاتل زوجتي
ووجوه كل المخبرين..
واقول ان زماننا العربي مختص بذبح الياسمين
وبقتل كل الانبياء, والمرسلين..
من يوم ان نحروك, يابلقيس, يا احلى وطن
لا يعرف الانسان كيف يعيش في هذا الوطن
لا يعرف الانسان كيف يموت في هذا الوطن